مقدمة : عرفت عدة دول أوربا الغربية الثورة الصناعية خلال القرن 18 أفرزت عنها تحولات أعمق في القرن 19 ،مما أدى إلى تطور النظام الرأسمالي وتحول في البنيات الاجتماعية . فما مظاهر التحولات الاجتماعية التي عرفها العالم خلال القرن 19؟
عرض: عرف العالم الرأسمالي خلال القرن 19م تحولات ديموغرافية ارتبطت بتزايد عدد السكان بوثيرة سريعة وخاص بأوربا حيث انتقل عدد السكان إلى نسبة مرتفعة وقد سميت تلك الفترة بالعهد الديمغرافي الجديد، ويعزى ذلك إلى انخفاض نسبة الوفيات وارتفاع معدل الولادات أمام التحسن المعيشي والتقدم الطبي وكذا الوعي الوقائي والتخفيف من انتشار الأوبئة. كما ارتفع عدد السكان الحضريين مقابل تراجع عدد السكان القرويين وظهرت تجمعات حضرية كبرى في البلدان الرأسمالية كنيويورك وبرلين وباريس ولندن، وذلك نظرا للانفجار الديمغرافي والهجرة القروية زيادة على نمو الصناعات بالمدينة واستقطابها لليد العاملة وفقدان صغار الفلاحين لأراضيهم في ظل الثورة الصناعية وقد امتدت الهجرة الأوربية خارج أوربا نظرا لتطور المواصلات وكذا الأزمات الاقتصادية .
هذا وقد عرفت أوربا خلال القرن 19 تحولات على مستوى البنية الاجتماعية تمثل في ظهور طبقة بورجوازية على حساب الأرستقراطية كطبقة اجتماعية جديدة مهينة على وسائل الإنتاج من خلال تنوع أنشطتها الاقتصادية، في المقابل تراجعت مكانة النبلاء (الإقطاعية-الفيودالية) كما تضاعفت أعداد الطبقة العاملة التي تكونت من الحرفيين والعمال،وقد عانت هذه الطبقة من أوضاع مزرية سواء على المستوى الاقتصادي أو الصحي (ارتفاع عدد ساعات العمل اليومي-استغلال الأطفال والنساء-سوء التغذية- السكن الغير اللائق – ضعف الأجور – انتشار الأمراض).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق